تاريخ النشر : 09-06-2023
المشاهدات : 598
السؤال

السلام عليكم 
  سؤال
ابنتي ستتم السبع سنوات بعد أشهر قليلة إن شاء الله، 
و هي منذ نعومة أظفارها و هي عسراء أي تستخدم اليد اليسرى في كل شيء كاللعب والكتابة وارتداء الملابس وحتى الأكل والشرب، حاولت معها يشهد الله كثيرا مرات بالثواب وأخرى بالعقاب حتى تأكل فقط باليمين لكن فشلت المحاولات، وبالفعل هي لا تستطيع استخدام اليد اليمنى أبدا. 
سؤالي هل علي وعلى والدها إثم في عدم إتقانها للأكل باليمين و هل هي تأثم عندما تكبر ؟
و ماذا أفعل في كلام الناس و نظراتهم المنكرة لعدم استطاعة ابنتي للأكل باليمين ؟ فقد سأمنا ذلك 😔
الاجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
 إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال 
 الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد : عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما ( وكان غلاما في حجر النبي صلى الله عليه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) متفق عليه . 
   وروي مسلم من حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال )    
وكذا روي مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) ومقتضي تلك الآحاديث وغيرها مما هو في معناها أن الواجب الأكل باليمين وهو الراجح من أقوال أهل العلم للأدلة الصحيحة. وليس عليكم إلا أن تعلموا ابنتكم برفق ولين كما فعل رسول الله صلى الله عليه مع عمر بن أبي سلمة ومحاولة تدريبها شيئا فشيء علي ذلك دون أن تنتهر أو تضرب لأكلها بالشمال فإن الصلاة علي عظم قدرها لا يضرب علي تركها إلا ابن عشر سنين والأمر هنا أهون بكثير والطفلة أيضا ذات عذر، ومع تدريبها عليك أن تحفزي همتها لتعلم الأكل باليمين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل بيمينه وأن الشيطان الرجيم هو الذي يأكل بشماله 
وخيرا تفعلي بأن تعطيها بعض الهدايا والمكافآت إذا تمكنت من الأكل باليمين . وإذا لم تستطع بعد بذل الجهد الصادق فليس عليكم ولا عليها شيء قال تعالي ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) 
أما نظرات الناس واستنكارهم فلا بأس أن تذكري لهم أنها لا تتمكن بعد من استخدام اليمين وأنكم تدربونها حتي تستطيع ذلك . وذلك دفعا لشبهة التقصير في تعليم ابنتكم الواجبات الشرعية .

logo